تجربة [حسين ف] في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة



وصف التجربة

في بغداد، أثناء قطعي لشجرة في حديقة المنزل بتاريخ ١٩٩٦/١٠/٢١ قمت بجهد كبير مما أدى إلى شعوري بألم في صدري، تبع ذلك إغماء نقلت على أثره إلى المستشفى، ولقد أدخلت إلى العناية المركزة وبعدها خرجت من المستشفى، ولقد أخبرني طبيبي الدكتور محمد الدباغ بأنني قد أصبت بإحتشاء حاد في عضلة القلب، ويتطلب الشفاء حوالي ستة أشهر.

بعد أسبوع من ذلك الحادث وأثناء النوم، كنت نائماً وابني بجانبي، شعرت بانقضاض شيء ما على وجهي الأمر الذي أفزعني، عندها حاولت فتح عيني فلم أستطع أن أرى بسبب حاجز أسود اللون بين عيني وبين ذلك الشيء فلقد حجب الرؤية عني، حاولت التكلم إلى ابني ولكنني لم أستطع تحريك لساني وعضلات فكي، كذلك شعرت بفقدان حاسة السمع فلم أكن قادراً على السمع، حاولت عندها جاهداً تحريك أطرافي فلم أستطع أيضاً. عندها استسلمت لأمري، فشعرت بدخولي إلى عالم مظلم حالك السواد مخيف ومرعب جداً يشبه النفق الطويل، في هذه اللحظة شعرت بوخزة تشبه وخزة الإبرة في رسغ يدي اليسرى، عندها شعرت بجسمي مرة أخرى وكأنه قد عادت روحي إلى جسدي. حيث سمعت آذان الفجر وقد استعدت كل حواسي. للوهلة الأولى تبادر إلى ذهني كون ما مررت به لا يتعدى كونه كابوس مزعج.

بعد أسبوعين من هذا الحادث، تعرضت خلال نومي إلى نفس الحادث كذلك، حيث شعرت أثناء نومي بانقضاض شيء ما على وجهي، حاولت فتح عيني، فلم أستطع الرؤية بسبب حاجز أسود اللون بين عيني وبين ذاك الشيء وقد حجب الرؤية عني، وتكرر ما حدث سابقاً تماماً، حيث شعرت بفقداني لحواسي، فلم أستطع الكلام أو السمع أو حتى تحريك أطرافي طلباً للمساعدة، شعرت بدخولي إلى عالم مظلم حالك السواد يشبه النفق، شعرت وكأني أحلِّق عبر النفق، عند الخروج من ذلك النفق المظلم ظهر لي عالم آخر مليء بالألوان البراقة اللامعة الفسفورية الذهبية اللون، نظرت إلى نفسي فلم أرَ جسدي موجود عندها شعرت بأنَّ جسدي قد بقي خلفي على الفراش حيث أهلي يحيطون به باكين، وأنا مستمتع بهذا العالم فائق السحر والجمال، كنت على ما أظن إني منطلق بسرعة فائقة قد تفوق سرعة الضوء، أثناء تنقلي عبر هذا العالم المضيء البراق حاولت الالتفات بنظري يميناً أو يساراً أو إلى الأسفل، فلم أستطع ذلك، نظري كان بشكل مستقيم فقط.

بعد ذلك شعرت بخروجي من هذا العالم المضيء البراق حيث شعرت بدخولي إلى عالم ثالث، هذا العالم له لون يشبه لون السماء عند وقت السحر أو الشروق، وكانت السماء يشوبها شيء يشبه الضباب الخفيف، وأنا منطلق بسرعتي الفائقة، ومتمتع بهذا الجمال كنت أشعر بنسمات هواء باردة عليلة حتى كنت أفكر أني قد وصلت إلى المكان الذي لا أشعر فيه بتعب الحياة وأمراضها أو مشاكلها وقد حان وقت الراحة والسعادة، حاولت النظر يميناً أو يساراً أو إلى الأسفل فلم أتمكن من ذلك أيضاً، كنت أظن أو أشعر بوجود حياة في هذا العالم، لكني لم أستطع رؤيتها لعدم استطاعتي الالتفات إلى أياً من الاتجاهات، حيث كان بصري بالاتِّجاه الأمامي فقط. بعد ذلك شعرت بوخزة إبرة في رسغ يدي اليسرى، حيث شعرت بجسدي مرة أخرى وقد استعدت حواسي مرة أخرى كالسمع والقدرة على الكلام وتحريك الأطراف وتأكدت من ذلك كوني قد سمعت أذان الفجر.

عند مراجعتي الدورية لطبيبي (فتحي مبارك) وقد أجرى عليّ الفحوصات الروتينية كتخطيط القلب وغير ذلك، لاحظت على طبيبي الاستغراب والتعجب، فسألني بدهشة واستغراب عما قد حدث معي، فأخبرته عما حدث لي من رؤية.

بعد ذلك نظرت إلى نفسي بالمرآة فلاحظت أنَّ عيني اليسرى قد سحبت إلى الأسفل، ووجود كدمات أعلى الوجه متناظرة.

هل يصعب وصف التجربة بالكلمات؟ لا.

في وقت تجربتك، هل كانت هنالك أحداث مترابطة تهدِّد الحياة؟ غير مؤكد.

في أي وقت من التجربة كنت في أعلى مستوًى لك من الوعي والانتباه؟ واعي جداً.

يرجى مقارنة وعيك وانتباهك أثناء التجربة، بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعياً وانتباهاً من المعتاد. أي واعي جداً.

هل اختلفت رؤيتك أثناء التجربة عن المعتاد (من ناحية الوضوح ومجال الرؤية والألوان والكثافة والسطوع وشفافية الأجسام)؟ نعم.

هل اختلف سمعك أثناء التجربة عن المعتاد (في أي سمة كانت مثل الوضوح القدرة على معرفة مصدر الصوت درجة الصوت ودرجة صخب الصوت)؟ نعم.

هل شعرت بانفصال عن جسدك؟ نعم.

ما هي العواطف التي شعرت بها أثناء التجربة؟ راحة وطمأنينة وعدم الشعور بالمرض.

هل عبرت من خلال نفق؟ نعم. نفق مظلم، مررت به بسرعة فائقة قد تصل إلى سرعة الضوء وكأنه عالم آخر.

هل رأيت ضوءًا روحياً؟ نعم. فبعد الخروج من النفق وجدت نفسي في عالم متوهج ولماع من النور.

هل رأيت أي كائنات في تجربتك؟ لا.

هل أتتك مشاهد من ماضيك؟ لا.

هل قابلت أناساً أو رأيت أحداثاً أثناء التجربة تحققت منها فيما بعد؟ لا.

هل رأيت أو زرت أية مواقع جميلة أو مستويات أخرى أو أبعاد أخرى؟ نعم. رأيت عالم مكون من أضواء ساطعة لماعة براقة ذهبية اللون وعالم آخر براق لونه بلون وقت السحر أو وقت الفجر.

هل بدا لك أنَّك تدخل عالماً آخر، غير أرضي؟ نعم، شعرت بدخولي لعالم غير عالمنا في زمن مختلف عن زمننا.

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة خاصة أو معلومات عن هدفك؟ لا.

هل وصلت حدَّاً أو هيكلاً فيزيائياً محدَّداً؟ لا. لم ينتابني هذا الشعور.

هل أصبحت تملك قدرة التنبؤ بأحداث مستقبلية؟ لا.

هل تملك أي هبات نفسية، غير عادية أو هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ لا.

هل سبق لك مشاركة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. بعد ثلاثة أيام لقد أظهروا تأثراً شديداً. كذلك قصصت التجربة على طبيبي الخاص.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما الذي كنت تؤمن به بخصوص واقعية تجربتك بعد مرور (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت حقيقية بكل تأكيد.

ما الذي تؤمن به الآن بخصوص حقيقة تجربتك؟ كانت حقيقية بكل تأكيد.

هل تغيَّرت علاقاتك تحديداً بسبب تجربتك؟ نعم، اختلفت نظرتي للحياة، وأصبحت محباً للحياة وأصبحت شخصاً اجتماعياً أكثر من قبل.

هل تغيَّرت ممارساتك/ معتقداتك الدينية منذ تجربتك؟ لا.

في أي وقت في حياتك، هل أعاد لك شيئاً ما جزءًا من التجربة؟ لا.

هل هنالك أي شيء آخر تودُّ إضافته بخصوص تجربتك؟ التجربة التي مررت بها حقيقة تماماً، وأود أن أشارك بها مع الآخرين الذين تعرضوا لمثل هذه التجارب.



نقلها إلى العربية: بهجت حسان، غزة فلسطين.
مراجعة وتدقيق: أحمد حسن - السودان.