تجربة تشارلز 10026 /Charlie 10026
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة

أنا من معجبي فن بيل , أستمع إليه وانأ أسوق على الطريق كل أسبوع.أسمتعت بالعرض حيث كنت, ضيفا وقد شرحت تجربتي للحضور.لم تكن تجربتي مخيف, بل على العكس فلقد جعلني أعرف أننا لسنا بشرا نبحث عن التجارب الروحانية.نحن كائنات روحانية قوية لديها التجربة الإنسانية. في شهر يونيو من العام 1992 أتممت عشرين عاما من الزواج. تزوجت من حبيبتي في الثانوية ولكن هنالك مثلا يقول الحب أعمى. ولا أدري من قال ذلك ولكن الحب أعمى حقيقة.

لم أعرف أن زوجتي كانت بصدد أن تتغير شخصيتها وتتقلب لأنها واجهت أمورا في بداية حياتها أهملتها ولم تواجهها في حينها. أصبحت علاقتنا سيئة جدا, ولكن حبي لها أعمى بصيرتي عما نمر به.

كنت أمر بوقت عصيب معها, ولم أكن قادر على تعديل سلوكها بسبب شخصياتها المتعددة, بل كنت ألوم نفسي في كل موقف بل كنت أشكرها !.

توصلت لفكرة أنها مع بناتي سيكونن في حال أفضل بدوني,كنت أدعو الله أن يأخذني إليه ويريحني من هذا العذاب الأرضي, أردت سلام الموت الذي وعدنا به السيد المسيح أن يأتيني عاجلا.

هل تذكر القول القديم الذي يقول أحذر من طلبك عندما تصلي لأنه قد يستجاب. أستغرق إجابته لطلبي مدة ثلاثة أشهر,

عدت إلى المنزل ذات مساء وبعد العشاء أصبت بحرقة معوية شديدة,أخبرتني أبنتي ذات الأربعة عشر ربيعا أنني كنت شاحبا وأنني أصررت للذهاب للمستشفى.كنت قد أردت أن ألجا إلى الفراش مبكرا بعد أن أطلب من زوجتي أن توقظني صباحا تمام السابعة, في الصباح كانت هي تستعد للذهاب إلى عملها وأدركت أنني لم أنام طوال الليل, كي أكون جاهزا للذهاب في الصباح لم أسمح لهم لأخذي إلى غرفة الطوارئ للفحص الطبي.

ذهبت إلى غرفة الطوارئ في نفس المساء وقال لي الطبيب أنني يجب أن أمثل صباحا من أجل إجراء فحوصات طبية. قلت له أنني أركض صباحا وأنني أشعر أن كل شيء على مايرام, أصر الطبيب لطلبه فوافقته مستسلما, أخذوني إلى غرفة خاصة حوالي الساعة الواحدة ظهرا, أخذت أشاهد التلفزيون وأنا متضايق من المحنة التي أصبحت بها, في تمام الساعة الثالثة من صباح اليوم التالي جاءتني رئيسة الممرضين ولامتني لأنني لازلت مستيقظ ثم أطفأت التلفزيون وأمرتني بالنوم لأنني سأركض ركض الفحص في الصباح ولا بد من أن أكون مرتاحا.

ثم قامت بوصل جهاز مونيتور لمراقبة القلب وقالت لي أن الممرضين مشغولين جدا لدرجة أنهم لن يستطيعوا من مراقبة كل حالة في القسم. أطفأت الضوء وأمرتني بالنوم, استسلمت لأمرها وقررت النوم.

كنت أعرف أنني متضرر جسديا وعاطفيا وكان يبدو علي ذلك للآخرين, كنت دائما مسيحيا صاحب مبدأ ولكني لم أقرأ أشياءا تؤهلني وتساعدني في رحلتي سوى ما عرفته من بعض مبادئ الدين, خلال النوم ابتلعني ذلك الضوء اللامع. أدركت أنني لا بد من حماية عيوني من هذا الضوء اللاعادي. لا توجد كلمات في اللغة ممكن أن تصف ذلك الانتماء والدفء والسلام والحب. ربما وصف الغبطة يصف تلك الحالة إلا أن الوصف أكبر من ذلك بكثير, ووصف الحب ليس دقيقا أيضا لأن الشعور هنالك أكبر من ذلك بكثير ربما هو نفس الوصف للحب الذي تراه من الأم لوليدها الجديد. بل مضاعف أكثر بآلاف المرات, يقترب الإنسان هنالك أو على الأقل يقاد إلى الاتجاه الصحيح. عرفت أنني وصلت إلى البيت النهائي للمرء ولم أرد المغادرة, ولقد حزنت جدا عندما عرفت أن وقتي لم يحن بعد.

لازال لديك الكثير من المهمات لأنجزها منها الاهتمام ببناتك هكذا قيل لي. تذكرت مدى حبي لهما. ستبقى في البيت لمدة أربع أيام وأفعل ما يقوله لك الأطباء. ولا تخاف وأهدأ.

صحوت لأرى كبيرة الممرضات تحملق في وجهي. والتي كانت معتادة لرؤية مثل حالتي. كان هنالك سلام حقيقي غامر, لم أنفعل وكانت هنالك ممرضة أخرى تسامرني.

فجأة أقتحم الغرفة رجلا معه جهاز فحص إلكتروني وكان يبدو أنهم بصدد قيامهم بإجراء فحص هام. نظرت إلى الخلف وقلت لرئيسة الممرضين هل تنوون القيام بصدمي بهذه الآلة الكهربائية؟

كانت كالمصدومة ثم ما لبثت أن ابتسمت وقالت لا لن نصدمك بها, أنت ولد طيب الآن.

في السادسة صباحا أضطرب قلبي وصدر من تلك الأجهزة صوت إنذار ما لبث فريق التمريض إلا أتى مسرعا إلى الغرفة. أصابني توقف في القلب ولكن رئيسة الممرضات أنعشت قلبي وهذا اثار دهشة الأطباء. ثبت أن القلب لم يتضرر كثيرا ولاحقا قال لي الطبيب أن الأمر يشكل معجزة, أفاد أن قلبي لابد وأن بكون قويا لأن خلال توقفه عن العمل لابد وأن تشنج وهذا يؤدي إلى وقوف أو تقليل مرور الدم اللازم بسبب خشونة القلب.

كان لدي شكا مما حدث في الحلم ولكن هل كان ذلك حلما؟

حاولت أن أؤكد لنفسي أن ما حدث كان ليس حلما وأكدت الأحداث اللاحقة صحة نظريتي.

أخذوني إلى غرفة العناية بالقلب كي تستقر حالتي وأجروا لي قسطرة للقلب ووجدوا عائقين أثنين في القلب.لقد وجدوا أن الشريان الأمامي الأيسر مغلق بنسبة 85 % وأما الشريان الرئيسي الخلفي فلقد كان مغلقا بنسبة 95 % ولكن الشريان الأمامي الأيمن كان مفتوحا بشكل طبيعي كان منظر قلبي وكأنه لوحة بدت الشرايين وكأنها متشابكة وكأن شخصا ما قام بربطهم واحد إلى الآخر بخيوط رفيعة جدا.

طالبني الطبيب أن أكون هادئا لئلا أصاب بنوبة أخرى, إذا أنا نجوت من نوبة أخرى فسأفقد ثلثي قدرة قلبي وفي هذه الحالة لابد من زراعة قلب آخر. أصبحت هادئا وكنت أتندر على الموضوع ولم أفعل شيئا في الإجازة التي أخذتها.أستطيع أن أؤلف كتابا عن إقامتي في المستشفى حتى ثبات حالتي., ثم حولت إلى مستشفى آخر من أجل التقييم الوعائي. ولاختصار القصة فلقد أطلق سراحي من المستشفى بعد أربع أيام من ذاك الحلم.رويت لزوجتي الحلم وكنت كل ما أذكره تهاجمني وتنتقدني بعنف,أصبحت زوجتي غير مخلصة لي, بل بدأت بالتخطيط للطلاق مني, أخبرتها أن الله طلب مني أن أكون معتنيا ببناتي, كانت تظن أن الله معها وأنني سيكون مصيري جهنم ولا أدري حقيقة لماذا.

هل تظن أن هذه هي نهاية القصة؟

لا. لأن زوجتي لم تهدأ أبدا وهذا جعلني أنتكس مجددا بعد عاما من الحادثة الأولى. قالوا لي أن القسطرة ممكن إن تجرى مرتين للناس, وذلك لإصلاح الضرر وفتح الشريان المغلق, وكأمر شائع كما قيل لي بدأت أنتكس ثانية كما بالسابق, أعتقد أنني يجب أن أتحمل ذلك لفترة ومن ثم أعود إلى بيتي الروحي ولكني شعرت وكأنني في الجحيم ولم أستطع إيجاد مخرج آخر.

مر تقريبا عام على توقف قلبي المذكور, كنا بالبحيرة عندما ضربنا البرق, كنت أجلس على كرسي بحر بجانب المخيم, وكانت زوجتي تقف خلفي قرب باب المخيم, عندها ضرب البرق الأرض وتفرغت الشحتة في يدي اليسرى, مر عبر صدري مرورا بجانبي الأيمن ثم ضرب المنضدة. لقد أضئت مثل لمبة نبون, تأثرت من فوق الخاصرة للفك, ومن ثم لدع رؤوس أصابع يدي اليمنى. وأما زوجتي فلقد إنهارت عصبيا من رؤية الموت, لقد انتبهت عليها, ربما تظن أنها تلقت ضربة هي أيضا, لكنني أنا من تلقيت وسرعان ما فقدت الإحساس بيدي وتملكني ألما جبارا. بعد ثلاثة أيام تعافيت من ضربة البرق, شعرت وكأنني تلقيت مليون دولار ثم عدت للمستشفى للفحص ولرؤية صحة قلبي ومن أجل عمل تلك القسطرة الثانية, لقد أندهش الطبيب عندما رأى أن منظر القلب جيدا ولم تكن هنالك سوى ندبة صغيرة من العملية السابقة, لم يستطع أن يفسر التحسن الملحوظ !. وحسب رأي أمي أن يد الله قد عالجتني.

وافقت أمي على قولها ومنذ ذلك الحين وانأ أرفض أن تؤثر زوجتي على حالتي , وأصبحت أحب الخروج, وبهذه الوسيلة ربما لا تغضب زوجتي.

ذلك الحلم جعل عندي إحساسا آخر, تطلقت بعد عامين وأثناء عيد الميلاد, وقالت لي بنتي الكبرى أن الطلاق هو أجمل هدية حصلت أحصل عليها طوال حياتي. هل تعلم, لقد صدقت بنتي!. عاشت معي ثم غادرتني عندما تزوجت وهي الآن بعمر 21 سنة. ولازالت الصغرى عندي وأنا أهتم بها, وبالمناسبة غادرت بعد ثلاثة شهور من الطلاق, كنت منقطع عن دواء معالجة المعدة وبعد ثمانية شهور قال لي الطبيب أنه لا لزوم لدواء القلب بعد اليوم .

هل أنا سعيد؟ حسنا, ليس سعيدا بشكل كامل, ولكني راضيا عن الحياة الآن ولكني لازلت أنظر إلى اليوم الذي سأعود في إلى ذلك البيت الروحي.



نقلها إلى العربية: بهجت حسان . غزة, فلسطين