.تجربة بوركي في الاقتراب من الموت 390
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة

هذه التجربة حصلت في صيف العام 1988.

ما أن طرت من القارب حتى أخذت في ضرب الماء بقوة كبيرة. ترددت في أذناي الصوت المرعب لمحرك القارب القريب من مكاني, وضرب دفاش القارب جانبي الأيسر ونتج عن ذلك توقف التنفس وعجز في الحركة, وفقدت السيطرة على نفسي وأنطلق القارب ليمر من خلال جسدي. المياه جليدية وفقدت القدرة على الحركة, لا حركة ولا تنفس, وأندفع من الأسفل للأعلى ومن الأعلى للأسفل, شعرت فجأة بشيء كالوسادة يسندني من الأسفل, وأكتشفت سريعا أن الشيء الذي سندني هو قاع البحيرة إذا انا في قاع البحيرة.

بدأ ذهني يعمل بسرعة مع شعور رهيب من الرعب أعتراني.

فتح فمي لسحب كمية من الهواء ولكن بدلا من الهواء سحب كمية ضخمة من الماء, شعرت بالمياه تقتحم داخل جسدي بسرعة. أستسلمت وانتقلت إلى مكان جديد.

أغلقت عينياي وعرفت على أنني مجبر على قبول الوضع, أصبحت كائنا مجردا من الشعور ومن التأثير, أحاطني شعور من الهدوء لأن القادم من الشروط سيؤثر على كل حياتي القادمة, فقدت الطاقة وتقبلت ذلك, لم أكن أرغب بشيء إطلاقا, ثم أنطلقت يسلاسة إلى عالم آخر, وجدت نفسي في فراغ, أستطيع أن أصف ذلك بأنه كان عدم بلا نهاية, بدا وكأنه فراغ معتم بدون نجوم ولا كواكب. كنت بدون جسد مادي, ورأيت عيونا تحدق بي, كل شيء كان قادما, لم أعد قلقا, لا مبرر لوجود القلق مما سيأتي, فجأة انهالت علي المعلومات التي أتت إلي من جهة ومن كل صوب’ من جهات وأبعاد مختلفة, هرعت إلي المعلومات وكأنني أدخل إلى مرحلة أخيرة, مرحلة من الأنسجام الذي أصبحت جزءا منه’ أصبح وجودي فراغا, فتح وسمح لكل شيء أن يكون به ولزمن غير محدد. كل ذلك وأستيعاب تلك المعلومات بدا وكأنه حصل في غمضة عين, سأحاول أن أبذل قصارى جهدي لأشرح ما حصل, انا الآن أفهم وأستوعب كل شيء كان من البداية, لذلك لم تعد لي رغبة في طرح أسئلة.

كنت كاملا, شعرت بحضور سلام لم أمر به من قبل بتاتا. كنت ببساطة كائنا ما, لا شيء آخر. كنت انا جزءا من كل شيء كان, ولكن لم تكن عندي أية توقعات أخرى, كنت انا موجود داخل كل شيء ولكن لم تكن لي صورة معينة أو شكل معين. فجأة أرتفعت إلى الأعلى إلى سطح البحيرة, عاد إلى تنفسي فجأة بسرعة, وفتحت عيناي وكنت شخصا مختلفا.

بعد هذه التجربة لم يطرأ على تغيير أو شعور مستنير, لا زلت أذكر التجربة, بدا كل شيء كالمصقول, أصبح العالم ملونا وأكثر بهجة.

بعد ذلك ولثلاث سنين, كنت أبحث عن مصدر ذلك الشعور في تلك التجربة. وأثناء التجربة, أصابتني الكآبة الشديدة بسبب عدم الوصول لأجوبة عن تلك التجربة.

قررت أن أخذ حياتي بسبب القلق العظيم الذي أصابني, والذي كنت أمر به, اتصلت بوالدي وعبرت له عن أعتذاري وأسفي عما كنت سأقوم به.

بعد أن أغلقت الهاتف !. انهرت وسقطت على الأرض, ورأيت نفسي موجودا تحتي !!. تم نقلي بطائرة, إلى مكان عالي ومشرق, ولم تكن به أي تأثير على النظر, لم يعد لي جسد مادي, وكنت قادرا على الرؤية بدرجة ثلاثمائة وستين درجة. أنتقلت وأنا أطفو إلى شكل كبير تبين أنه صالة كبيرة من الخشب وبها المئات من الناس, لم يبدوا أي ملاحظة بشأني وانا أطفو مارا من جهة اليمين إلى آخر الصالة. رأيت في صدر الصالة برواز ضخم وبه صورة السيد المسيح عليه السلام’ كانت هنالك أنوارا صغيرة دائرية تنير الجدران ونظرت إلى الناس ولا حظت أنهم كلهم ينظرون إلى ناحية الشمال. أصبحت الألوان لا تصدق الملايين منهم يرقصون في نسيج متماسك متناغم وينبعث منها ألوان بيضاء لؤلؤية جميلة جدا.

أخذت بالبحث عن مصدر تلك الأنوار, عرفت أن ذلك الشيء حقيقي. وشعرت بالقلق. فجأة شعرت وكأن يدا ما تلتف حولي وتسحبني, ثم وصلت إلى المصدر. ولكن هنالك من خاطبني وقال لي لم يحن وقتك بعد وعليك بالعودة.

قالوا لي بطريقة التخاطر أن ما مررت به ليس مهما, وأما المهم فهو أن أفهم التجربة, أنها مجرد تجربة, كنت أقف على حافة الحياة, وكان خياري أن أقفز عائدا, أو أن أقيم الوضع وأن أقرر بعدها.

ولكن ذلك المصدر الذي تواصل معي بالتخاطر قال لي أن المهم والمغزى ليس أن أقيم أو أن أبقى أو أعود بل المغزى والأهم هو أن أفهم أنها مجرد تجربة تكتمل بها الدائرة, لهثت وتنفست بعمق, وعدت إلى جسدي المادي ثانية, زال القلق من نفسي, وشعرت بقيمة كبرى للحياة.

مرة أخرى تألق العالم كله بالألوان الجميلة. بدأت أشم الهواء وأشعر بوجوده. وأحسست بعاطفة جميلة مع كل المخلوقـات بما فيها الأشجار, أكتسبت معرفة عظيمة لم أكن أعرفها قبلا, جعلتني هذه المعرفة أعرف الحياة بشكل مختلف وبشكل أكبر مما كانت عليه قبلا,

أحتفظت بالتجربة لنفسي لمدة طويلة ولكني الآن قررت مشاركة الآخرين بها, لم أعد أخشى الموت, وأعرف الآن أن الموت هو مجرد تحول من شكل للحياة إلى شكل آخر وهو تحول سهل وسلس وغير مؤلم.

الآن أعرف أكثر وأكثر عن الحياة. وأعرف أساليب العمل بها أكثر, عندما يحين وقتك سيكون ذلك مثل فيلم يبطء رويدا رويدا إلى أن يتوقف. ثم تمر من خلال فهرس, وذلك الفهرس خصص لمعرفة اذا حان وقتك أم لا, فإذا كان وقتك فإن الجسد المادي يموت وإذا لم يكن فستدب فيه الحياة مجددا.

لقد أكتسبت معرفة ورؤية وأرجو أن أشارككم بها, آمل أن أجد الوجدانية التي تساعدني في مسار حياتي.

ناماساتي

يوركي

هل تناولت أدوية أو مواد أثرت على حدوث التجربة؟ لا  هل يصعب وصف التجربة بالكلمات؟ نعم

ما الذي يجعل التجربة صعبة في التواصل؟ المعلومات التي تلقيتها, والطريقة التي تلقيت بها تلك المعلومات, والمعرفة التي تلقيتها أثناء التجربة, والأبعاد التي أرسلت إليها.

أثناء التجربة هل كانت هنالك مهددات للحياة؟ نعم لقد صدمني قارب وغرقت إلى قاع البحيرة.

كيف كان مستوى الوعي واليقظة لديك أثناء التجربة؟ كان حاضرا.

هل كانت التجربة كالحلم مثلا؟ لا بتاتا لا.

هل تم فصل الوعي عن الجسد؟ نعم

كيف كان مظهرك خلال التجربة ؟ لم يكن لي شكل مادي. وكنت أرى بدرجة 360 درجة.

ما هي العواطف التي تملكتك أثناء التجربة؟ قبولي هنالك.

هل سمعت ضجيجا أو أصواتا؟ كان هنالك صمتا وسكونا, ولكن كنت أخاطب وأتخاطب عن طريق التخاطر وهي كالرسائل تأتي إلى داخل عقلي.

هل مررت عبر نفق أو ممر ما ؟ لا

هل رأيت نورا ما؟ نعم في التجربة الثانية رأيت النور, وكان ينطلق من لؤلؤة صافية ضخمة.

هل رأيت أو قابلت كائنات أخرى؟ نعم في التجربة الثانية رأيت أناسا لا عدد لهم.

هل خلال التجربة تمت مراجعه لأحداث من حياتك؟ نعم المراجعة أتت كطلقة أطلقت داخلي في التجربة الأولى.

هل سمعت أو رأيت أحداثا بخصوص أناسا ما أو رأيت أحداثا وقد تحققت لاحقا بعد التجربة؟ لا

هل رأيت أو زرت مكانا ما هنالك جميل أو مميز أو زرت موقعا ما, في مستويات أو أبعاد أخرى؟ نعم رأيت الجمال في كل شيء. ورأيت الفراغ أيضا, كما وصفت أعلاه.

هل كان لديك إحساس بزمان ومكان مختلف؟ نعم

هل أصبحت تملك معرفة خاصة أو طلبا عالميا أو سببا ما؟ نعم يرجى قراءة التجربة ستجد هنالك جزءا صغيرا من الرؤية المكتسبة في الحياة.

هل وصلت إلى بنيه ما أو حد فيزيائي ما؟ نعم في التجربة الثانية كنت لا أعرف مصدر تلك الطاقة التي ينبعث منها النور, لأنهم لم يسمحوا لي بمعرفة مصدرها.

هل أصبحت تستطيع التنبؤ بأحداث مستقبلية؟ غير مؤكد

هل تم استشارتك في موضوع عودتك لجسدك؟ نعم راجع التجربة الثانية.

هل أصبحت تملك قوى خارقة أو مزايا غير طبيعيه نتيجة للتجربة؟ نعم أصبحت لدي قدرة على الأسقاط النجمي.

هل طرأ تغييرا على معتقداتك أو إيمانك أو مبادئك نتيجة للتجربة؟ نعم أقرأ أعلاه.

هل أثرت التجربة على علاقاتك بالآخرين؟ وعلى حياتك اليومية؟ على ممارساتك الدينية؟ وعلى سيرة حياتك؟ أقرأ أعلاه

هل تشاركت مع الآخرين عن التجربة؟ لا تعليق الآن فقط انا مستعد لمشاركتها مع الكثيرين.

ما هي المشاعر التي تملكتك بعد التجربة؟ الرحمة والحب والأمل.

ماذا كان أفضل جزء في التجربة؟ وماذا كان أسوء جزء فيها؟ الأحساس بأنك أصبحت مخلوقا كاملا.

هل ترغب بإضافة شيء متعلق بالتجربة ؟ أود وأتمنى لو تتم مشاركتي بها.

هل تغيرت حياتك نتيجة للتجربة؟ نعم انا الآن مكرس حياتي لمساعدة الآخرين.

بعد التجربة هل تناولت مواد ما أو أدوية أثرت فأعادت جزء من التجربة ؟ لا

هل الأسئلة التي وردت تكفي لشرح تجربتك بشكل كافي؟ نعم لقد بذلت كل ما في وسعي لشرح شيئا ليس من السهل شرحه بتاتا.


ترجمة :بهجت حسان.