تجربة أليكسا في الاقتراب من الموت 10050
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة

أليكسا هارتونج مولودة في الثالث من أبريل من العام 1973.

كنت في المخاض في طفلي الثاني, بعد أسبوع طويل وحار, كنت أعاني الأرهاق من قلة النوم, ومن المخاض’ محاولة الأسترخاء لم يكن سهلا, ولكننا اتصلنا بكنيستنا ونحن في المستشفى, طلبنا صلاة خلال ليل يوم الأربعاء. وحضرت فيلما عن الولادة بمرافقة الطاقم الطبي, حصلنا على لقطات جيدة هكذا قالوا, كان كل همي هو ولادة هذا الطفل, تباطأ نبض الطفل, كان لدي وقتا من أجل التخدير فقط, وفجأة نزل الطفل كان مزرقا, وكان الحبل السري ملتفا على رقبته ثلاث مرات, كان نشيطا وهو في الرحم, ولكنه الآن في مشكلة جدية, كان لديه الكثير من السوائل في رئتيه ومصاب بالصفراء, أسرعوا به إلى العناية المركزة. كنت مكاني ونظرت إلى الأعلى فوجدت كيسا من الدم ووجدت أنني أنزف الكثير من الدماء بعد خروج المشيمة, تسائلت هل كل هذا الدم مني ؟ لم يتوقف عن النزيف. شعرت بتعب شديد يغمرني, حاولت أن أحرك شفتي ثانية, ولكن التنفس أصبح صعبا. وشعرت ببرد شديد.

صرخت الممرضة قائلة أننا نفقدها, سمعت الممرضة تقرأ البيانات من العدادات التي على الأجهزة, رأيت نظراتها الخائفة في عينيها. شعرت بقوة الحياة تأتي من داخلي إلى الخارج. تلوت صلاة للرب بسري.

يا آلهي آمل أن تكون.. كل شيء في حياتي.

من أجل عبادتك كل تلك.. السنين أهتم بي.

أرجوك أن تهم.. وتعتني بإبني الصغير.

وأرجوك أن تهتم.. بإبنتي الجميلة أيضا.

لأنني أحبهم كثيرا جدا.

ياربي أن روحي لك.

وفجأة طفوت عاليا فوق جسدي, أعتقد أنه الشيء الأكثر طبيعي في هذا العالم, لدي يدان وقدمان وكان لدي كل شيئا طبيعي, وكنت وكأنني في فستان رقيق.

أصبحت هنالك. فوق جسدي الفقير الضعيف, ولكني كنت أشعر أنني بخير, كنت انا نفسي في جسدي وشخصيتي ولكن لم أكن متعبة. لم تكن الأمور سيئة. كنت أفكر في حياتي الجوفاء, وكني كنت أبدو بمظهر طبيعي, كنت قصيرة وكانوا يقارنوني الناس بيني وبين أختي. ولكن هنا انا جميلة وطبيعية.

لم ألاحظ أن كنت مثل صورة في المرآة, كان جسدي أكثر بعدا, تعتبر تلك الهيئة, كنت أعلم بالنشاط المحموم والعواطف التي كانت في الغرفة. كان كلهم حزين علي, صاحت الممرضة الأقرب لي أنني لا أستطيع إيجاد نبض لها, كانت في صدمة, كان لدي حمل طبيعي, صاحت ممرضة, صاحت ممرضة أخرى قائلة أين عربة الإنعاش ولم أعرف ما المقصود بعربة الإنعاش, ولكني عرفت انه لا بد وأن تكون شيئا مهما وذلك من خلال نبرة صوتها. بدأوا بعملية إنعاش لي تمثل أهمها في التنفس وتدليك القلب, رأيت ذلك بحزن وهم ايضا كانوا مستائين, ولكني لم أكن قلقة على طفلي.

أعتبرت أن طفلي الجديد وإبنتي بين يدي الله عز وجل, هرع زوجي خارج الغرفة, كانت تبدو عليه إمارات الحيرة الواضحة على محياه, عرفت أنه سيتلقى إرشاد سماوي. بينما كان كل هذا يحدث. ملأ نورا الغرفة كلها. تسمر الطبيب جانبي وأزداد النور تألقا واتساعا, كان نورا صافيا متألقا مبهجا, تخلل النور كل شيئا في الغرفة, ما أن خرجت من جسدي حتى كان هنالك كائنان بجانبي, كانا شبان ضخمان ملاكان قويان, ولهما أجنحة بيضاء أقوى من الريش. رغبت أن ألمس تلك الأجنحة الجميلة الناعمة, رافقاني الملاكان, هكذا كان واجبهم مرافقتي. وأن يحمياني من ماذا؟ لا أعلم. طفونا إلى الأسفل إلى داخل نفق تكون من بقعة مظلمة صغيرة, وصلنا إلى مدخل دائري, دخلنا منه وأستمررنا في الأندفاع إلى الأمام. كان اللون الأسود يسود ويعم النفق, تلاشت غرفة المستشفى وكأنها لم تكن موجودة, توهج نور الملاكين برفق, وسافرت معهم دون أي خوف إلى بقعة من النور التي كانت في آخر المطاف, كان هنالك حفيفا خافتا ولكني لم اكن أصغي إليه. النفق كان مثل تلك اللعبة التي توضع في الفناء الخلفي والذي يلعب به ا لأطفال. أي أنه كان مصنوعا صناعة من عدة قطاعات وبه طاقة وحلقات من الطاقة المتوهجة الصفراء, لم تكن تظهر بوضوح إلا عند المرور بها, كانت الطاقة في حـلقات أو أطواق, وتأكدت من ذلك بعد عدة سنوات لاحقة, بينما كنا نمر من الأقـسام ومن الحلقات سمعت لحنا معينا واحدا كنت أستطيع أن أرى ماهو أمامي وما هو خلفي. ما أن مررنا من الحلقات حتى تلقيت إهتماما منهم. كانت الملائكة من حولي, وكان النور يتسع تدريجيا, وكنت أشعر بسلام تام, لم تلمسني الملائكة بتاتا, إنضمت إلينا طاقة غير مرئية, طاقة حب. أختفت كل الآلام التي صاحبت النزيف.

ما أن وصلنا إلى النهاية, حتى ذهبت الملائكة المرافقة إلى حال سبيلها, رأيت المئات, بل الآلاف من الناس المختلفي الحجم, وأشكال وأطوال, رجالا ونساء ولم أرى معاقين على كراسي عجلات ولا أطفال, كلهم كان يرتدي ملابس بيضاء ناعمة. عادية ولكن طويلة, موشحة بزنار ذهبي على الوسط, كان الكل يبتسم لي ويتقبلوني بترحاب, لم يبدو على أي أحد منهم الإحراج أو الخجل, كان الكل مجتمعا ببهجة ولم أرى أي خوف.

لم أشاهد هنالك أيا من أفراد أسرتي, ولكنني شعرت وكأن كل الموجودين هم أفراد عائلتي وأنني أنتمي إلى أسرتهم.

نظرت إلى اليمين لأرى مشهدا عجيبا فتقدمت طافية أعوم في الهواء وليس مشيا, رأيت درجات مصنوعة من العاج, كانت الدرجات متوهجة, وفي الجزء الأسفل من الدرجات كانت هنالك كائنات نورانية روحانية, كانوا يسبحون بإستمرار بذكر الله وحمده, يمجدون الله صاحب الحق والقوة والحقيقة. ظننت في البداية أن لكل منهم ستة أذرع ولكنني رأيت أن لكل منهم ذراعان فقط. ما جعلني أعتقد ذلك أن ذراعهم كانت تتحرك بسرعة فائقة للغاية. غطت حركات الأذرع شفاههم, وأعينهم وآذانهم. لم أتفهم تماما عمق ذلك, ولم أفهم المعنى الحقيقي لتلك الحركات السريعة, ولكنني عرفت أن لذلك معنى عميقا.

أما الآن فأنا أعتقد أنه كان, تمجيدا للرب, هكذا كان موقف كل واحد منهم, مع تحريك الأذرع, لكل الملائكة كانت أجنحة تتحرك بسرعة فائقة يرتفعون ويهبطون أثر ذلك, تخفق أجنحتهم بإستمرار, يتعبدون وكان يصدر عن الأجنحة طنينا خافتا, كانت أجنحتهم لينة, والغريب أن خفقان الأجنحة لم ينتج عنه هواء.

كنت سعيدة للغاية وتمنيت أن أبقى معهم للأبد, أنغمست روحي في عبادة الله معهم, يا آلهي كم تمنيـت أن أركع وأن أبقى معهم, كل شيء بدا قويا هنالك, كانت تلك الدرجات تقود إلى الله نفسه, وكان متألقا متوهجا لدرجة أنني لم أستطع أن أنظر إليه. لم يكن يبدو كالكريستال, المنشور مثل الضوء, مقدس وكل شيء كان جميلا, سمح لي أن أرى المسيح عليه السلام, أبتسم لي, كنت مضغوطة ولكني سعيدة, بالكاد بدر مني ردة فعل ولكني كنت سعيدة حقا.

فجأة ظهرت منصة للخطابة, كانت هنالك المئات من المخلوقات تنظر إلي, ملائكة, والمسيح والله عز وجل والسماء المجيدة باتت خلفي. إلتفت إلى يساري وأنتقلت بطريقة ما إلى الأمام, بالرغم من أنه لم يكن هنالك إتجاها معينا حقيقيا لأتوجه إليه.

أصبحت في قاعة محكمة, وكانت هنالك حشود تسمع وترى كل شيئا هنالك, وتشاركني إحساسي ومشاعري, انتظروا, بصمت لم يتكلم أحد منهم مع الآخر ولا معي. وقف المسيح على يساري إلى الخلف قليلا, لم أنتبه له كثيرا, لأن كيانا آخر ظهر لحظتها, وما أن ظهر حتى بدأت مراجعة لحياتي, مكنوني من أن أستوعب وأن أفهم الموقف, لقد كان عظيما.

رأيت كل ما سبق من حياتي بما فيها الأفكار التي فكرتها أثناء حياتي الأرضية, رأيت كل ما فعلت وكل ما قلت ورأيت اللذين كرهتهم والناس اللذين كنت أستطيع أن أساعدهم ولم أفعل. كانوا مئات من الناس. مثل حشد كبير كما كأن الموضوع هو فيلما سينمائيا.

عرفت ماذا كنت أعني للناس, وكيف كنت أستطيع أن أساعدهم, وكيف لم أساعد الحيوانات من غير قصد طبعا لأنني هنا أكتشفت أن الحيوانات لها مشاعر أيضا, كان أمرا مروعا, فشعرت بالخجل وبالعار.

رأيت كيف كان تصرفي أو عدم تصرفي, متموج تجاه الآخرين وحياتهم, لم أكن أعرف حتى هذه اللحظة ان كل قرار وكل خيار يؤثر على الناس وعلى العالم كله, أصبحت خائفة ولكن مع كل ذلك شعرت بتعاطف المسيح معي. وبتعاطف كل الحشد الموجود.

خلال تلك المراجعة كان الشيطان أيضا موجودا, نظرت إليه, كان وسيما وليس بشعا كما قد تتصورون, كان له شعرا أسودا, ومتوسط البنية’ كان يرتدي روبا بني اللون وقد ربط وسطه بحبل أسود اللون, عيناه لفتت نظري, كان مكانهما فراغا مظلما لا حياة فيهما ولا خيرا. كان هدف وجوده هو أن يتملك نفسي وأن يسيطر على روحي وأن يجعلني أعاني. أنكمشت على نفسي من الرعب, في كل مرة أثناء المراجعة, يتم رؤية خطأ من حياتي فآنه يسعد بذلك وتظهر عليه البهجة.

كان يصرخ قائلا هاهنا ترى أنها كانت فاسدة. وكان يتهمني, كان بوسعها ان تكون أفضل من ذلك بكثير, وكان بوسعها أن تساعد الآخرين أكثر من ذلك, يجب أن تعاقب !!. كنت خجلانة للغاية فأفعالي القليلة لم ترتقي بتاتا إلى مستوى الكمال أمام الله, لقد أستحققت أي عقوبة أنالها. أرتبكت روحي وأنتظرت بخوف مما سيحصل لي.

بعد أنتهى مراجعة حياتي, صاح صوت جهوري عميق قائلا,

هل هي تلطخت بدم الحمل ؟

نعم !!.

فجأة أختفت قاعة المحكمة وصرخ الشيطان صرخة مدوية وصدر عنه صوتا كفحيح الأفاعي ودار على نفسه بسرعة مثل الأعصار وبدأ يبتعد بعيدا بعيدا . متقلصا شيئا فشيئا. داخلا إلى أعصار من الغبار ومن ثم أختفى كليا وهو يصرخ صراخا عاليا مرعبا.

كل شيء في تلك المراجعة اختفى ماعدا الجمهور السماوي والسيد المسيح الذي بقي هنالك, حدق بوجهي بحب شديد, بسط يديه مع آثار ثقوب المسامير, كانت الثقوب قد التأمت كليا. ولقد كانت على يديه وذراعيه آثار الصلب, عرفت أنه شجاع ولم يكن بتاتا جبانا, كان قويا, طويل القامة, وتسطع قامته بالنور, له عيون ذهبية اللون وشعرا أبيضا طويلا رائعا. أشتعلت عيناه بنور الطهارة والبراءة, وبدا فيهما الفرح, وما أن فتح فمه حتى ظهر لسانه, وجاء صوته مدويا عاليا وقال لي أنه كا يدافع عني أمام الله.

شعرت برهبة الموقف وسجد الآخرين وأخذت في البكاء فرحة كالأطفال, وللحظة أتتني رغبة مثل رغبة العجائز ألا وهي أن المسه بيدي, ولكنني وبتواضع حاولت لمس طرف ثوبه الأبيض الطويل, أوقف محاولتي وأخذت بالتحديق بمجده العالي, وبأبتسامته المحبة, لقد قبلني وأحبني بكل قوة ممكنة, فشعرت بطمأنينة وسلام كلي غامر.

ظهر كتاب ضخم, له حواف ذهبية, وانفتح لوحده, كان حجمه حجم ثلاث مباني, وظهر أصبع متوهج ضخم للغاية’ كان الكتاب به الكثير من أسماء الأباء والأمهات والأطفال, وتاريخ موت كل شخص منهم.

أنتقل ذلك الأصبع باحثا اسم عائلتي. قال صوت عميق هل أتى ميعادها ؟ لا ليس الآن !!.

في أقل من لمح البصر, طاخ !!, ورجعت إلى جسدي الدنيوي, حرارتي مرتفعة وملمسي لزج ومتعرقة ومتثاقلة ومندهشة ناسية كيف أتحرك وكان من الصعب علي أن أتنفس, متثاقلة وكأن وزني آلاف الأطنان لم أكن هكذا واخذت في ذرق الدموع. دموع كالجداول على وجنتي لأنني رغبت بالعودة إلى هناك وأخذت بالصراخ أريد العودة !!.

نظرت إلي الممرضة بوجه مشرق’ وقالت لي أهلا بعودتك!, لقد فقدناكي لفترة, ثم أردفت تريدين أن تعودي ؟ إلى أين ؟ ألا ترغبين برؤية طفلك ؟ تذكرت تجربتي المجيدة. وصحت طفلي سيكون على مايرام أنه سيكون برعاية الله, أريد أن أعود إلى هناك رجاءا دعوني أعود.

قالت الممرضة, أوه هل حقيقة كنتي هنالك في ذلك المكان الأبيض وهل رأيتي السيد المسيح ؟ أجبتها نعم, هل المكان هنالك جميل حقا كما يقولون ؟ لقد كنتي هنالك انا آمل أنني سوف أذهب إلى ذلك المكان يوما ما. تنهدت بأستسلام.

نظر الطبيب وباقي أعضاء الطاقم الطبي إلي بنوع من القداسة وكانوا قد سمعوا مثل هذه القصص من قبل, أخيرا عاد فمي للعمل الطبيعي, وأعتذرت لهم عن مكوثي طويلا لديهم وهم يحاولون أنعاشي, نظر أحدهم إلى الآخر وبدوا وكأنهم مخدرين.

في الصباح التالي, أتى الطبيب لرؤيتي في جولته وقال لي أنه نام ثلاث أو أربع ساعات ومسك يدي للحظة, أحسست بالصدمة , وقال لي أريد منكي عندما تكوني متهيأة للكلام أن تروي لي ما الذي مر بكي بالظبط , لعلمك فلقد فقدناكي مرتين, أمسكت رأسي بيدي وأتتني الذكريات كالفيضان.

شعرت بالعظمة, فلقد تجاوزت ذلك, وأستطعت أن أتذكر التجربة كلها في سرعة فياسية, تعافيت وشعرت بأفضل مما كنت عليه, أبتسمت للطبيب ووعدته أن أروي له كل ما مر بي لاحقا.

بعد عدة أسابيع أتصلت بالطبيب. أوقف مكالماته الأخرى ليتكلم معي, أصغى إلي بعناية ثم قال لي أنه يعرف سبع نساء من الكنيسة, وأنهن مررن تقريبا بنفس التجربة التي مررت بها,

وستة نساء من كنيسة أخر ومن ثم شجعني وكان لطيفا للغاية.

بعد ذلك وعندما شفيت, ذهبت إلى أجتماع للصلاة في منتصف ليل يوم الأربعاء, هؤلاء النسوة يصلين بحرارة, عندما أنتهت الصلاة, توقفن ونظرن في وجهي, هل تعلمين يا ألكسا أنك تبدين مختلفة, هل حدث لك شيئا أثناء ولادة أبنك, أبتسمت وقلت لهن لقد مررت بتجربة, أبتسمن لي وفهمن المقصود, كن هن, لقد وجدنا إحدانا الآخرى لقد كان مجدا.

بعد التجربة عرفت أنه يتوجب علي أن أربي أولادي وأن أنشأهم نشأة مسيحية صالحة, أقوياء, في علاقتي العائلية تطلقت. أنه إنجاز, كانت جدتي أم أبي قد فقدت طفلها الثاني, تجربتي أثناء ولادة طفلي كانت تعويضا عن خسارة ذلك الطفل. وهبته لله, وهو الآن عالي

المقام في خدمة الله, كلاهما هو وأبنتي يحبان الله, انا مسرورة لذلك.

نقلها إلى العربية/ بهجت حسان.