تجربة الطفل براين فى الإقتراب من الموت 333
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة

فى المعتاد أننا لا نبث تجاربنا فى هذا الموقع إذا لم تكن أرسلت من الشخص الذى مرت به التجربة مباشرة، ، أو أنها تكون المرة الأولى التى ينشر فيها قصته. وهذه قصة جميلة فى الإقتراب من الموت حدثت لطفل فى الثالثة من عمره أردت أن يشاركنى أصدقاء الموقع قراءتها. وقد أرسلت لى عبر خطاب عادي ممن سمع بها من والد الطفل وأراد أن يقرأها المئات. وشكرا ، جودي

فى الثاني والعشرين من يوليو كنت فى طريقي الى واشنطن فى رحلة عمل عادية، وهبطت بنا الطائرة فى دنفر لنستقل أخري. وبينما كنت أجمع أغراضي من أعلى مقعدى بالطائرة، سمعت إعلان ميكرفون الطائرة موجها الى السيد لويد غلين بأن يذهب الى مسئول خدمات الزبائن فى الحال. سمعت النداء عاديا ولم أوله إهتماما وبينما وصلت الى باب الطائرة لمغادرتها سمعت رجلا يقف على الباب ويسأل كل شخص ما إذا كان هو السيد غلين. وفى هذه اللحظة شعرت بأن شئ ما قد حدث وإنخلع قلبي. وعندما نزلت من على سلم الطائرة قابلني شاب مهيب وقال لى " سيد غلين هناك حدث طارئ فى منزلكم، لا أعلم طبيعته، أو بمن يتعلق، ولكننى سآخذك الى التلفون لتتصل بالمستشفي"، تسارعت ضربات قلبي، ولكنى هدأت من نفسي، وبطريقة آلية تابعت ذلك الشاب الغريب الى كابينة التلفون وهنالك إتصلت بالرقم الذى أعطاني إياه لأتصل بمستشفي "ميشن هوسبيتال". حوّل المسئول بالمستشفي إتصالى الى قسم العناية المركزة فعلمت أن إبنى الذى فى الثالثة من عمره قد إنغلق عليه الباب الأوتوماتيكي للجاراج لعدة دقائق وعندما لحقت به زوجتي وجدته ميتا . وقد أجريت له عملية إسعاف بواسطة جارنا الذى يعمل طبيبا وكانت االمعالجات مستمرة داخل سيارة الإسعاف حتى وصول إبني الى المستشفي. وفى لحظة إتصالى إستعاد براين إبني دقات قلبه وإستبشر الأطباء بعلاجه، ولكنهم لم يعلموا مدي تأثر دماغه و قلبه بالحادث.

أوضحوا لى أن باب الجاراج قد إنغلق على الجانب الأيمن من صدره. وقد إنكسرت أضلعه الصغيرة. وبعد أن تحدثت الى الفريق الطبي، تحدثت الى زوجتي التى كان صوتها قلقا ولكن ليس هستيريا، مما أعاد لى رباطة جأشي. إستقليت طائرة للعودة والتى بدت فيها الرحلة طويلة لا تريد أن تنتهي، ولكني وصلت فى النهاية الى المستشفي بعد ست ساعات من وقوع الحادث.

وعندما ذهبت الى وحدة العناية المركزة، لم أستطع أن أتمالك نفسي من البكاء وأنا أري طفلي الصغير مستلقيا فى فراش كبير مع أنابيب لا حصر لها ملتصقة بجسده وأجهزة مراقبة دائمة. كما كانت هناك أنبوبة تنفس ملتصقة بوجهه. وقفت بجانب زوجتى التى إبتسمت لى محاولة تشجيعي. كان كل شئ يبدو وكأنه حلم مزعج. سيعيش براين فقد أوضحت الإختبارات المبدئية أن قلبه فى حالة جيدة، والزمن كفيل بأن يعلمنا ما إذا ما كان دماغه قد تعرض لأذى ما. بدت الساعات الطوال تمرّ وكانت زوجتي مطمئنة الى حدسها بأن بريان سيكون بخير ولن يحدث له شئ. وظل براين فاقدا للوعي طيلة ذلك اليوم واليوم الذى تلاه، وفى الساعة الثانية ظهرا بعد مرور يومين إستعاد براين وعيه ونطق بأجمل كلمات أسمعها فى حياتي (بابا أمسك بيديّ) ورفع يديه الصغيرتين إلىّ وإمتلأت عيناى بالدموع.

وفى اليوم التالى أوضحت الفحوصات بأن أعصابه لم تصاب بأذى وكذلك أعضاء جسمه، وإنتشرت قصته كأعجوبة فى كل أروقة المستشفي. ولكم أن تتخيلوا مدي سعادتنا ونحن نعود ببراين الى المنزل، كانت لحظات سعيدة للغاية وكأننا إستعدنا الحياة والحب من الرب جل وعلا، مشاعر نادرة يحس بها الذين يرون الموت بأعينهم.

كانت هناك روح جديدة بالمنزل، كان طفلانا الكبيران يجلسان بالقرب من أخيهما الصغير، وإقتربنا أنا وزوجتي من بعضنا البعض أكثر من أى وقت مضي، وكنا كلنا نشعر بإحساس جميل كعائلة واحدة.

لم تنته القصة! ، فبعد مرور شهر من الحادثة، إستيقظ إبني من قيلولة ونادي (ماما، إجلسي أريد أن أطلعك على شئ) فى ذلك الوقت كان براين يتحدث عادة بجمل صغيرة ولذا إندهشت زوجتى من تلك الجملة الكبيرة التى إنطلقت من فمه.

جلست زوجتي بالقرب منه على فراشه، وبدأ يسرد قصته الغريبة، (هل تذكرين يا أمي عندما إنغلق الباب علىّ وأنا فى الجاراج؟ حسنا، لقد كان ثقيلا للغاية وكان الألم شديدا، ناديتك، ولكنك لم تستطيعي سماعي، ثم بدأت فى البكاء، ولكن أصبح الألم أكثر حدة ثم بعد ذلك أتت العصافير).. (العصافير؟) سألته زوجتي بإستغراب. أجابها (نعم، لقد أطلقت العصافير صوتا قويا وطارت الى داخل الجاراج وقامت بالإعتناء بي) سألته زوجتى (هل فعلت ذلك؟) ، أجابها (نعم) (أحد العصافير أتي إليك وأراد أن يخبرك بأننى إنحشرت بين الباب).

أدركت زوجتى أن طفلها ذو الثلاث سنوات ليست لديه معرفة عن الموت والأرواح ولذلك أشار الى الأرواح وكأنها عصافير لأنها تحلق بالأعلى كالعصافير ويمكنها أن تطير.

سألته زوجتي (كيف بدت أشكال تلك العصافير؟) أجابها براين (كانت جميلة جدا، كانت ترتدي ثيابا بيضاء كلها بيضاء، وكان بعضها أخضر وأبيض، وبعضها أبيض فقط )، سألته (هل قالت شيئا؟)، (نعم)، أجابها إبني (أخبروني أن الطفل سيكون فى صحة جيدة )، سألته زوجتي بإستغراب (الطفل؟) .. أجابها براين (نعم الطفل الذى كان مستلقيا على أرض الجاراج وأتيت أنت وفتحت باب الجاراج وجريتي الى الطفل ، وقلتي للطفل أن يظل معك وأن لا يموت ) .

صعقت زوجتى من رواية براين، بالتأكيد لقد ذهبت إليه فى الجاراج وجلست على ركبتيها بجانبه ورأت صدره المجروح وهتفت ( لا تموت يا براين، أرجوك أن تبقي معنا). وبينما كانت زوجتى تستمع الى براين وهو يخبرها بالواقعة أدركت أن روحه تركت جسده وحلقت من أعلى لتنظر الى ذلك الجسد الصغير الملقي.

وسألته (ثم ماذا حدث؟) أجابها إبني (قمنا برحلة بعيدة.. بعيدة جدا) كان يجد صعوبة وهو يحاول أن يشرح لها أشياء رآها ولا يعثر على كلمات للوصف، حاولت زوجتى أن تهدئه وتطمئنه من أن كل شئ يمر بصورة حسنة. كان يقاومها ويرغب فى أن يخبرها بأن شيئا واضحا كان مهما جدا بالنسبة إليه ولكن أن يجد كلمات كانت هى الصعوبة وقال (لقد طرنا بسرعة شديدة جدا الى أعلى فى السماء ، كانت جميلة جدا)، وأضاف لها (كانت هناك العديد العديد من العصافير) ذهلت زوجتى، ولكن براين إستمر فى قصته وقال لها أن العصافير قالت له أن تخبر كل شخص أقابله عنها. وقال أن العصافير عادت به الى المنزل وكانت هناك سيارة مطافئ كبيرة وسيارة إسعاف. وقام رجل بحمل الطفل خارج الجاراج ووضعه على سرير أبيض وحاول براين أن يخبره أن الطفل سيكون بخير ولكن لم يستطع الرجل سماعه وقال أن العصافير قالت له أن عليه أن يذهب مع سيارة الإسعاف، وأنهم سيكونون بالقرب منه. وقال إنها جميلة جدا وشعر معها بالحب والسلام، لم يكن يريد العودة، وهنا أتي نور ساطع. وقال أن النور كان لامعا جدا ودافئ، وأحبه كثيرا وشعر وكأن شخص ما وضع ساعديه حوله بحنان وقال له (أحبك كثيرا، ولكن عليك أن تعود، عليك أن تلعب البيسبول، وأن تخبر أى شخص عن العصافير). ثم قبّله ذلك الشخص فى النور ولوح له بيده مودعا. ثم سمع دوي كبير يعود اليه مع العصافير وعادوا الى السحاب . إستمرت حكاية براين قرابة الساعة. وأعلمنا أن (العصافير) كانت دائما معنا، ولكننا لا نراها لأننا ننظر بأعيننا ولا نسمعها لأننا نسمع بآذاننا، ولكن دائما يمكنك أن تراها هنا (ووضع يده على قلبه)!، وأضاف بأنها دائما ما تهمس لنا لتساعدنا على فعل الأشياء الصحيحة لأنها تحبنا كثيرا. وإستمر براين يقول (لديّ خطة يا أمي، وأنتى لديك خطة، ولأبي خطة، لكل شخص خطة. وعلينا جميعا أن ننفذها ونفي بوعودنا. والعصافير تساعدنا لفعل ذلك لأنها تحبنا كثيرا). وفى الأسابيع التى تبعتها كان براين كثيرا ما يأتي إلينا ويخبرنا القصة كلها أو أجزاءا منها ويعيدها ثم يعيدها. ودائما ما تظل القصة هى نفسها، ولا تتغير التفاصيل أبدا ولا يتغير ترتيبها.

.كنا نندهش بإستمرار كيف يستطيع براين أن يخبرنا بأشياء كهذه وكيف يستطيع أن يتحدث فوق قدرته عندما يبدأ فى الحديث عن العصافير. وأينما يذهب كان يخبر الغرباء عن قصة العصافير. وللغرابة فلم يكن أحد ينظر إليه بإستغراب عندما يتحدث عن قصته. وبدلا من ذلك فإنه دائما ما تبدو على وجوههم نظرة حانية وإبتسامة.